عندما تحدثت سارة سكانتلين للمرة الأولى منذ عشرين عاماً كان ذلك الحدث مثار اهتمام الإعلام في الولايات المتحدة، إذ إن سارة (38 عاماً). فاجأت الجميع بما حققته من تقدم صحي، بعد الحادث الذي تعرضت له عام ،1984 وأدى إلى فقدانها النطق والحركة.
وظلت سارة طريحة الفراش 20 عاماً، وكان الأطباء يعتقدون أنها واعية وربما قادرة على استيعاب ما يدور حولها، ولكنها كانت غير قادرة على التواصل أو التعبير عن عواطفها أو بما يدور حولها. وقالت أمها بيتسي: “لم تكن تضحك أو تبكي ولم تكن تبدو حزينة، ولم تبد سعيدة”.
وبالرغم من أنها تحدثت أولاً لوالديها في فبراير/شباط الماضي فإنها حتى الشهر الماضي تمكنت من الحديث بصورة طبيعية وتستطيع الجلوس الآن، وتقرأ، وبمساعدة حقن في عضلات رقبتها، لم يعد رأسها يميل نحو اليمين. وقبل أسبوعين تمكنت من تناول الطعام لوحدها للمرة الأولى منذ عشرين عاماً. ولكنها خضعت في الأسبوع الماضي لعملية جراحية بهدف تسوية قدميها. وتقول ليندا لاوسيش إحدى الطبيبات المشرفات على إعادة تأهيل سارة: “القوة الموجودة في ساقيها عظيمة، ولكن قدميها في حالة لاتساعدها على المشي، ونحن لا ندري إن كانت ستتمكن من المشي مرة أخرى”.
ومنذ انتشار خبر استيقاظ سارة، أثيرت أسئلة كثيرة عن مستقبلها في حين ربط آخرون بين حالتها وحالة تيري شيافو التي توفيت أخيراً في فلوريدا بعد أن بقيت تعيش بمساعدة الأجهزة منذ عام ،1990 ولكن الأطباء يقولون إن الحالتين مختلفتان، لأنه لا يوجد إصابتان في الدماغ متماثلتان كما أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان لشخصين القدر نفسه الشفاء، فسارة كانت تعاني من ضرر في الدماغ كان الأطباء متفائلين في إمكانية شفائه، بعكس حالة شيافو التي كانت تعاني من نقص الاوكسجين الأمر الذي يؤدي إلى تلف كل الدماغ.
ويعتقد الأطباء حالياً أن سارة كانت “حبيسة أعراض مرضية معينة” وتفسر لادسيش ذلك بالقول إن سارة ربما كانت قادرة على سماع ما يدور حولها، ولكنها لم تكن قادرة على الاستجابة، إذ كانت واقعة في حالة، معظم المرضى الذين يعانون منها يتحسنون في فترة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة، ولكن حالة سارة امتدت لفترة أطول من ذلك بكثير بلا تفسير علمي لذلك.
وكانت سارة عولجت أولاً في مستشفى كتساس الجامعي لمدة ثلاثة أسابيع ثم انتقلت إلى مركز جولدن بليز للرعاية الصحية حيث أمضت عشرين عاماً وكان المشرفون والأطباء يرعونها يومياً لتظل صحتها جيدة وقوية حتى أنهم كانوا يضعون لها مساحيق التجميل صباحاً. ويقول جيم سكانتلن والد سارة: “أصبحوا عائلتها التي تعيش معها كانوا مسؤولين عن كل ذلك العلاج، ولم تستطع أن تقول لهم يكفي” وبعد انتهاء غيبوبة سارة يشعر جيم وبيتس بالسعادة الغامرة لاستعادة ابنتهما بعد عقدين من الزمن
وووووووووسوري على الاطاله